2020/05/11

حكايات من الفولكلور الكردي الجنازة

سوپاس بۆ نڤيسه‌ر (ماجد حه‌يده‌ر)، كو ئه‌ڤ چيرۆكه‌ ژ په‌رتووكا من يا بناڤێ (ژ به‌رپه‌رێن كه‌ڤن ـ سه‌رهاتيێن كوردى) وه‌رگێرايه‌ سه‌ر زمانێ عه‌ره‌بى.
ترجمة واعداد: ماجد الحيدريحكى ان مسافرا وصل احدى القرى في ساعة متأخرة من الليل ولم يعرف بيتا معينا يقصده فاضطر الى التوجه الى مسجد القرية ورأى رجلا ممدا وسطه فظنه مسافرا غريبا مثله نزل ضيفا فيه فدنا منه ورقد قربه ظهرا لظهر وهو يقول لنفسه هكذا لن نشعر كلانا بالبرد حتى الصباح.
حين دنا الفجر وحان وقت الأذان رأى المسافر باب المسجد وهو يفتح ويدخل اليه رجل أدرك بأنه الملا الذي جاء ليؤذن للصلاة فبادره قائلا:
- مرحبا يا ملا هل جاء وقت الأذان؟
ارتبك الملا عندما سمع ذلك وأحس بخوف عظيم إذ حسب أن الرجل الذي مات الليلة الماضية وأودعه الأهالي في المسجد قد عاد للحياة فأسرع بالفرار من المسجد لكنه لفرط خوفه نسي بأن عارضة الباب واطئة ومصنوعة من الرخام الصلب الحاد الأطراف فارتطم رأسه به وسقط أرضا وفارق الحياة من أثر الارتطام أولا ومن شدة الهلع ثانيا.
أصيب المسافر بالحيرة والذهول إذ لم يكن يعلم بأن الشخص الذي رقد بجواره طوال الليلة الماضية رجل ميت ولا يعرف أيضا ماذا يفعل بالملا.
بعد قليل دخل أحد أبناء القرية الى المسجد لأداء صلاة الصبح. كان رجلا عجوزاً متعبدا ملازما للمكان. فوجئ الرجل بالمشهد الذي رآه: مؤذن المسجد راقد دون حراك والرجل المسجى في مكانه والمسافر الغريب الذي جلس ذاهلا مرتاعا ينقل النظر بينهما فسأله عن الأمر وقص عليه الأخير كل ما حدث. عندها أدرك العجوز حقيقة ما جرى وأوضح للمسافر بأن الرجل الذي رقد بجواره ليلة الأمس لم يكن إلا واحدا من أبناء القرية وقد توفي في ساعة متأخرة من الليل فارتأى الناس أن يسجّوه في المسجد ريثما ينجلي الصبح ويحملون الجنازة الى المقبرة التي تقع على مسافة ما خلف تخوم القرية؛ وبأن الملا شعر بالهلع على ما يبدو عندما سمع حديث المسافر معه وظن أن الميت قد عاد للحياة فلاذ بالفرار وارتطم بعارضة الباب وحدث له ما حدث.
- وماذا أفعل الآن يا سيدي؟ (سأل المسافر)
- أفضل شيء تفعله هو أن تخرج من هنا وتغادر القرية في الحال لأن أهل الملا سوف يتهمونك لا محالة بقتله ويطلبون القصاص منك.
وهكذا عمل المسافر بنصيحة الشيخ وهرب من القرية لا يلوي على شيء وهو يلعن حظه السيء الذي أوقعه في هذه الورطة العجيبة!

المصدر: عبد الرحمن بامرني – ژ به‌ر په‌رێن كه‌ڤن ـ سه‌رهاتيێن كوردى– ص11- 2008
ـ د رۆژناما صباح كوردستان ژماره‌ 93 دا هاتيه‌ بلاڤكرن.

ليست هناك تعليقات: