الكاتب
قصة قصيرة بقلم عبد الرحمن بامرني
ترجمة: ماجد الحيدر
لا يمكنك العثور على مقاعد خالية في القاعة سوى في الصفين الأولين بالطبع. هو يعرف بأن الصف الأول له إتيكيته الخاص، وأنه إذا ما جلس في أحد مقاعده فسوف يأتي شخص ما ويطلب منه القيام منه. قصد الصف الثاني: في الكرسي الأول من ذلك الصف ثمة امرأة حبلى، لكن بطنها المنتفخة لم تدفعه لتغيير أحاسيسه إزاء النساء، هو يعرف كم ينفر من السيدات الحوامل.
خيرٌ لي أن أدخل الصف من الجانب الآخر للقاعة وأضمن مقعداً شاغراً! شعرت صاحبة البطن بالأمر فأمالت جسمها نحو جانب الكرسي وفي ظنها أنه سيستطيع المرور إذا ما لوت نفسها قليلاً، لكن تخبط تلك المرأة الحبلى لم يكن كافياً للسماح له بالعبور من أمامها واتخاذ مجلسه! لم تكد المرأة تعدل جلستها بعد أن يئست من مروره حتى قالت له شابتان ممشوقتان عاريتا الأذرع ومثقلتان بالمكياج :هل تسمح؟ ثم عبرتا نحو الكراسي الشاغرة.
هل أنا المتأخر أم ستكون مسرحية أخرى غير اللاتي شاهدتهن قبلاً؟. كان يفكر بهذا وهو ما يزال منشغلاً باتخاذ القرار حول الجانب الذي ينبغي له اختياره للدخول الى الصف والوصول الى أحد الكراسي الشاغرة قبل أن تشغل هي الأخرى. مشرف القاعة أحس بارتباكه وتردده وكون تلك السيدة الجالسة في المقعد لأول وراء عدم عبوره، لكن ما لم يفكر به ولم يعرفه هو أن بطنها المنتفخة هي ما يعيق عبورها وليس السيدة بحد ذاتها.