عبدالرحمن بامرني
ترجمة: قيرين مصطفي عجو
التراجيديا بشكلٍ عام مفهومٌ يدلُّ على المأساة، بشكلٍ خاص هو شكلٌ من اشكال العمل الدرامي والأدبي في تاريخ القصة. تعدُّ الرواية التي بين يديّ نموذجاً لها، تظهر التراجيديا فيها بشكل واضحٍ من خلال عرض مآسي و آلام الشعب الكوردي. إعتمد الكاتب في سرد روايته على خياله المبدع في تصوير ونسج أحداثها الواقعية باسلوبٍ ادبيٍ متقن. معتمداً على قول الكاتب الامريكي (اوستافيو باز ) بأنّ "كاتب الرواية يقوم بتصحيح مسار العالم". وهنا يطرق الكاتب في روايته المتعددة الاتجاهات عدة أبواب و من خلال هذه الأبواب يعرض آلام و معاناة الشعب الكوردي و يسردها بسياقٍ أدبيٍ متمكنٍ لكي يضعها بين يديّ القارئ كإحدى الروايات الكوردية المكتوبة باللغة العربية والتي تعبر عن تراجيديات العصر.
لغة الرواية
اختار الكاتب في كتابة روايته (امرأة من ضباب) اللغة العربية. و السؤال هنا لماذا اختار الكاتب كتابة روايته باللغة العربية و ليس اللغة الكوردية رغم كونه متمكن بلغته الأم ؟ برأي إنّ الكاتب عندما اختار هذه اللغة أراد أن يُوصل رسالتين الى العالم العربي. الرسالة الأولى هي إيصال فكرة جميع الكوارث والأحداث الماساوية التي ألمّت بالشعب الكوردي من قبل الدول العربية والاسلامية والتي اتخذت ازائها الدول العربية والاسلامية لغة الصمت والتعتيم الاعلامي ودون إتخاذهم مواقف دينية أو انسانية تجاه خروقاتهم واعتداءاتهم تلك. و بذلك أصبحوا جزءً من مجالس الدول المتهمين بمساعدة مواقف قادة العرب والمنحازين للدكتاتورية. النقطة الثانية كتابة الرواية باللغة العربية دليل على معرفة الكاتب وإلمامه بصياغة هذة اللغة. فعندما تُكتب الرواية باللغة العربية برأي الكاتب تلقى إقبالاَ ورواجاَ أكثر، لأنها تمتلك عنصر المفاجئة واللغز لدى العرب أكثر مما قد تجدها لدى الجانب الكوردي الذي عاش تلك المأسات وعاصرها وفهمها واطلع على تفاصيلها.